كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وفي المسند (¬1) من حديث بريدة، قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا (¬2)، فنادى ثلاث مرات: "يا أيها الناس، تدرون ما مَثلى ومَثلُكم؟ " فقالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: "إنما مثلي ومثلكم مثلُ قومٍ خافوا عدوًّا يأتيهم، فبعثوا رجلًا يتراءى لهم، فأبصر العدو، فأقبل لينذرهم،
وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه، فأهوى بثوبه: أيها الناس أُتِيتُم، أيها الناس أُتِيتم؛ ثلاث مرات".
وفي صحيح مسلم (¬3) من حديث جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "كلُّ ما أسكَرَ (¬4) حرام، وانّ على الله عَزَّ وَجَلَّ عَقْدًا (¬5) لمن شرب (¬6) المسكر أن يسقيَه من طينة الخبال". قيل: وما طينة الخَبال؟ قال: "عرَق أهل النار، أو عصارة أهل النار".
¬__________
(¬1) 5/ 348 (22948). وأخرجه الرامهرمزي في أمثال الحديث (7) وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال (253) من طريق بشير بن المهاجر الغنوي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه فذكره.
قلت: فيه بشير بن المهاجر. قال فيه الإِمام أحمد: "منكر الحديث، قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب". ووثقه ابن معين. وقال النسائي: "ليس به بأس".
وقال مرة: "ليس بالقوي". وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به". وقال ابن عدي: "ولبشير بن مهاجر أحاديث غير ما ذكرت عن ابن بريدة وغيره. وقد روى ما لا يتابع عليه، وهو ممن يكتب حديثه، وإن كان فيه بعض الضعف".
انظر: الكامل (2/ 21) وتهذيب الكمال (4/ 177).
(¬2) "يومّا" ساقط من س.
(¬3) كتاب الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر ... (2002).
(¬4) في س: "كل مسكر". وفي حاشيتها: "خ ما أسكر".
(¬5) س: "عهدًا". وكان في ف: "عقدًا"، فغيرّ إلى "عهدًا".
(¬6) س: "يشرب".

الصفحة 62