كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قال: "إياكم ومحقَّراتِ الذنوب، فانهنّ يجتمعن علي الرجل حتى يهلكنه". وضرب لهن (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثلًا كمثل قوم نزلوا أرضَ فَلاة، فحضر صنيعُ القوم (¬2)، فجعل الرجل ينطلق، فيجيء بالعُود، والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سوادًا، وأجّجوا نارًا، وأنضجوا ما قذفوا
فيها".
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يضرب الجسر على جهنم، فأكون أول من يُجيز، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلِّمْ سَلِّمْ، وحافتَيه كلاليبُ مثل شوك السَّعدان، تخطَف الناسَ بأعمالهم، فمنهم الموبَق (¬3) بعمله، ومنهم المخردل (¬4) ثم ينجو،
حتّى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يُخرِجَ من الناس مَن أراد أن يرحم ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكةَ أن يُخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود. وحرّم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثرَ السجود، فيُخرجونهم، قد امتَحَشُوا (¬5)، فيُصَبّ عليهم من ماء (¬6)
¬__________
= القصة المتقدمة عن ابن عيينة تقتضي أن حديثه عنه صحيح؛ لأنه إنما عيب عليه رفعه أحاديث موقوفة، وابن عيينة ذكر أنه ميّز حديث عبد الله من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -.
انظر: تهذيب التهذيب (1/ 86 - 87).
(¬1) ز: "لها".
(¬2) يعني طعامهم. انظر: النهاية (3/ 56).
(¬3) ز: "الموثق"، وهي رواية أخرى في الحديث عند مسلم.
(¬4) من خردل اللحم: قطعه، وقيل: خردل بمعنى صدَع. ورواه بعضهم بالجيم أيضًا.
انظر شرح النووي (3/ 26).
(¬5) بفتح التاء والحاء، أي احترقوا. انظر شرح النووي (3/ 27).
(¬6) ف: "عليهم ماء" دون حرف الجرّ.

الصفحة 71