كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يقال له ماء الحياة، فينبتون نباتَ الحِبّةِ (¬1) في حَميل السيل" (¬2).
وفي صحيح مسلم (¬3) عنه قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ أول الناس (¬4) يُقضى فيه يوم القيامة ثلاثة: رجلٌ استُشْهِد، فأُتي به، فعرّفه نعمَه، فعرفها، فقال: ما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى قُتِلتُ. قال: كذبتَ، ولكن قاتلتَ ليقال: هو جريء، فقد قيل. ثم أمر به، فسُحِبَ على وجهه حتى ألقي في النار. ورجلٌ تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتيَ به، فعرّفه نعمَه، فعرَفها. فقال: ما عملت فيها؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلّمته، وقرأت فيك (¬5) القرآن. فقال كذبتَ، ولكنك تعلّمت ليقال: هو عالم (¬6)، وقرأتَ القرآن ليقال (¬7): هو قارئ، فقد قيل. ثم أمر (¬8) به، فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجلٌ وسّع الله عليه رزقَه، وأعطاه من أصناف المال كلّه، فأتي به، فعرّفه نعمه، فعرَفها، فقال: ما عملتَ فيها؟ فقال (¬9): ما [15/ أ] تركتُ من
¬__________
(¬1) بكسر الحاء: بزر البقول والعشب تنبت في البراري وجوانب السيول. النووي (3/ 27).
(¬2) أخرجه البخاري في الرقاق، باب الصراط جسر جهنم (6573) ومواضع أخر.
ومسلم في الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية (182).
(¬3) كتاب الإمارة، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار (1905).
(¬4) ف: "أول مَن".
(¬5) "فيك" ساقط من ل.
(¬6) كذا في س، وصحيح مسلم. وفي النسخ الأخرى هنا أيضًا: "فقد قيل".
(¬7) ز: "وقرأت ليقال".
(¬8) ف: "فأمر".
(¬9) ف: "قال".

الصفحة 72