كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وربما اتكل بعض المغترّين على ما يرى من نعَم الله عليه في الدنيا، وأنه لا يغيَّر به (¬1)، ويظنّ أنّ ذلك (¬2) من محبة الله له، وأنّه يعطيه في الآخرة أفضل من ذلك، وهذا من الغرور.
قال الإِمام أحمد (¬3): حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا رِشدين بن سعد (¬4)، عن حرملة بن عمران (¬5) التجيبي، عن عُقْبة بن مسلم، عن عُقْبة بن عامر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا رأيتَ الله عَزَّ وَجَلَّ يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحِبّ، فإنما هو استدراج". ثم تلا قوله عز وجل:
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)} [الأنعام: 44]
¬__________
(¬1) ف: "عليه فيما يغتر به". وقد وقع في غيرها جميعًا: "لا يغتر به"، ولعله تصحيف صوابه ما أثبتنا وكذا في ط المدني. وصواب ما جاء في ف: "فما يغيّر به". وفي ط محمود فائد: "وأنه يعتنى به" فحذف "لا" وغيّر "يغيّر". وفي ط أبي السمح: "وأنه يغتر به".
(¬2) كذا في س، خب. وفي ز: "ذلك أنه". وفي غيرها: "ويظن ذلك من".
(¬3) في المسند 4/ 145 (17311) والزهد (62). وأخرجه الطبري في تفسيره (7/ 195) والدولابي في الكنى والأسماء (1/ 111) والطبراني في الأوسط (9272) وغيرهم من طريق حرملة بن عمران عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر، فذكره. قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن عقبة بن عامر إلا بهذا الإسناد. تفرد به حرملة بن يحيى".
ورواه ابن وهب ثنا حرملة وابن لهيعة عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر، فذكره. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 4/ 1290 - 1291 (7288). وهذا يدل على ثبوت هذا الحديث. راجع تحقيق المسند (28/ 547). والحديث حسَّنه العراقي في تخريج الإحياء.
(¬4) تحرف "رشدين" في ل إلى "رشد" وفي س إلى "رشيد".
(¬5) س: "عثمان"، تحريف.

الصفحة 77