كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والله سبحانه وصف أهل السعادة بالإحسان مع الخوف، ووصف الأشقياء بالإساءة مع الأمن. ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف. ونحن جمعنا بين التقصير- بل التفريط- والأمن! فهذا الصدّيق يقول: "وددتُ أنّي شعرة في جنب عبد مؤمن". ذكره
أحمد عنه (¬1).
وذكر عنه أنه كان يمسك بلسانه ويقول: هذا أوردني الموارد! (¬2) وكان يبكي كثيرًا، ويقول: ابكوا، فإنْ لم تبكُوا فتباكَوا (¬3).
وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله عَزَّ وَجَلَّ (¬4).
¬__________
= فيخشى من وهمه. وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: " ... وغيره يرويه عن عبد الرحمن مرسلًا عن عائشة، وهو المحفوظ". وهذا حكم على حديث أبي حازم عن أبي هريرة عن عائشة بأنه غير محفوظ، وترجيح طريق مالك بن مغول عن عبد الرحمن بن سعيد عن عائشة المتقدم عند الترمذي. انظر علل الدارقطني (11/ 193).
(¬1) في الزهد (559). وفي سنده ضعف.
(¬2) أخرجه أحمد في الزهد (561) من طريق الثوري عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: رأيت أبا بكر رضي الله عنه آخذًا بلسانه، فذكره. ورواه الإِمام مالك وهشام بن سعد وابن عجلان وغيرهم عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر دخل على أبي بكر فذكره.
أخرجه مالك في الموطأ (2825) وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (579) وغيرهما. وسنده صحيح. انظر علل الدارقطني (1/ 159 - 161). ورواه قيس بن أبي حازم عن أبي بكر، وهي رواية معلولة. انظر علل الإِمام أحمد (5319).
(¬3) أخرجه أحمد في الزهد (558).
(¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 264) وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (144) وغيرهما. مجاهد لم يدرك أبا بكر الصديق.

الصفحة 91