كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وأتي بطائر، فقلّبه، ثم قال: ما صِيدَ مِن صَيدٍ ولا قُطعت من شجرة إلا بما ضيّعَتْ من [18/ ب] التسبيح (¬1).
ولما احتضر قال لعائشة: يا بنية، إنّي أصبتُ من مال المسلمين هذه العباءة، وهذا الحِلاب (¬2)، وهذا العبد، فأسرعي به إلى ابن الخطاب (¬3).
وقال: والله لودِدتُ أنّي كنتُ (¬4) هذه الشجرة، تؤكل وتُعضد! (¬5) وقال قتادة: بلغني أنّ أبا بكر قال: ودِدتُ أنّي خَضِرةٌ تأكلني الدوابّ (¬6).
وهذا عمر بن الخطاب قرأ سورة الطور (¬7) حتّى بلغ: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)} [الطور: 7]، فبكى (¬8)، واشتدّ بكاؤه، حتى مرض وعادُوه (¬9).
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في الزهد (566).
(¬2) الحِلاب والمِحلَب: الإناء الذي يحلب فيه اللبن. النهاية (1/ 421).
(¬3) أخرجه أحمد في الزهد (567).
(¬4) "كنت" ساقط من ل.
(¬5) أخرجه أحمد في الزهد (580).
(¬6) أخرجه أحمد في الزهد (582).
(¬7) س: "سورة فيها الطور". وقد سقط "الطور" من ل.
(¬8) ف، ز: "بكى".
(¬9) لم أقف عليه. لكن أخرج ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء (100) من طريق الشعبي قال: سمع عمر بن الخطاب رجلاًَ يقرأى {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8)} جعل يبكي حتى اشتد بكاؤه، ثم خرّ يضطرب. فقيل له في ذلك، فقال: "دعوني فإني سمعت قسم حقٍّ من ربي". قلت: والشعبي لم يدرك عمر بن الخطاب. وفي الرواية نكارة، فلم يثبت عن الصحابة السقوط والصعق
والغشي عند سماع القرآن، وإنما وقع هذا فيمن بعدهم بقلّة وكثر في المتأخرين. وحال النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة أكمل وافضل. وقد نبه على ذلك شيخ =

الصفحة 92