كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وهذا أبو الدرداء كان يقول: إنّ أشدّ ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي: يا أبا الدرداء قد علمتَ، فكيف عملتَ فيما علمتَ؟ (¬1)
وكان يقول: لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت لما [19/ أ] أكلتم طعامًا على شهوة، ولا شربتم شرابًا على شهوة، ولا دخلتم بيتًا (¬2) تستظِلّون فيه، ولخرجتم إلى الصعيد، تضربون صدوركم، وتبكون على أنفسكم. ولَوددتُ أنّي شجرة تُعضَد ثم تؤكل (¬3).
وكان عبد الله بن عباس أسفلَ عينَيه مثلُ الشَراك البالي من الدموع (¬4).
وكان أبو ذرّ يقول: ياليتني كنتُ شجرةً تعضَد، ووددتُ أنّي لم أُخْلَق (¬5).
وعُرضت عليه النفقة فقال: عندنا عَنْزٌ (¬6) نحلبُها، وأحمِرَة ننقل عليها، ومحرَّرٌ يخدمنا، وفضل عباءة. وإنّي أخاف الحسابَ
¬__________
= (5/ 428) - أو ابن شماس، وهو ثقة. انظر الجرح والتعديل (8/ 261).
(¬1) أخرجه أحمد في الزهد (730) وأبو نعيم في الحلية (1/ 213).
(¬2) ل: "مبيتًا".
(¬3) أخرجه أحمد في الزهد (730) وأبو نعيم في الحلية (1/ 213).
(¬4) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (783) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (389) وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 35522) وأبو نعيم في الحلية (1/ 329).
وسنده حسن.
(¬5) أخرجه أحمد في الزهد (787) وفي سنده انقطاع. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 164) نحوه بأطول منه، وسنده صحيح، إن سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى من أبي ذر.
(¬6) س: "عنزة".

الصفحة 95