كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
مالكا لها بهذا الشرط لم تضره (1)، بل هو فقير غناه في فقره، وغني فقره
في غناه ه
ومن نعته أيضا أن يكون فقيرا من حاله، وهو خروجه عن الحال
تبريا، وترك الالتفات إليه تسليا، وترك مساكنة الاحوال، والرجوع عن
موافقتها؛ فلا (2) يستغني بها اعتمادا عليها، ولا يفتقر إليها مساكنة لها.
ومن نعته أده يعمل على موافقة الله في (3) الصبر والرضى والتوكل
والانابة، فهو عامل على مراد الله منه لا على موافقة هواه، وهو تحصيل
مراده من الله. فالفقير خالص بكليته لله عزوجل، ليس لنفسه ولا لهواه
في أحواله حظ ولا نصيب (4)، بل عمله بقيام شاهد الحق وفناء شاهد
نفسه. قد غئبه شاهد الحق عن شاهد نفسه، فهو يريد الله بمراد الله،
فمعوله على الله، وهمته لا تقف دون شيء سواه. قد فني بحبه عن ح! ث
ماسواه، وبأمره عن هواه، وبحسن اختياره له عن اختياره لنفسه. فهو في
واد، والناس في واد!
خاضع، متواضع، سليم القلب، سلس القياد () للحق، سريع
القلب إلى ذكر الله، بريء من الدعاوى لا يدعي بلسانه ولابقلبه
ولا بحاله. زاها في كل ماسوى الله، راغب في كل ما يقرب إلى الله،
قريب من الناس، أبعد شيء منهم، يأنس بما يستوحشون منه،
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
"ف": "لم يضره " تصحيف.
"فلا" ساقط من"ط" ومستدرك في القطرية.
"ط": "والصبر"، وصحح في القطرية.
"ط": "ونصيب".
"ط ": "القيادة"، وصحح في القطرية.
106