كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
[في أن الله هو الغني المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه] (1)
قال الله تعالى: الحميد!) [فاطر/ 5 أ] ه
بئن سبحانه في هذه الآية ان فقر العباد إليه امر ذاتي لهم لا ينفك
عنهم، كما أن كونه غنيا حميدا امر (2) ذاتي له. فغنا 5 وحمده ثابت له
لذاته لا لامر اوجبه، وفقر من سواه إليه امر (3) ثابت لذاته لا لامر
أوجبه. فلا يعلل هذا الفقر بحدوث ولا إمكان، بل (4) هو ذاتي للفقير،
فحاجة العبد إلى ربه لذاته، لا لعلة اوجبت تلك الحاجة؛ كما ان غنى
الرب عز وجل لذاته، لا لامر اوجب غناه، كما قال شيخ الاسلام ابن
تيمية:
والفقر لي وصف ذاب لازم ابدا كما الغنى ابدا وصف له ذاتي (5)
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
مابين الحاصرتين من "ط".
" مر" ساقط من "ط".
"ك ": "سواه أمر" فسقط منها " إليه". وسقط "أمر" من "ط".
"ك ": "فهو".
في "ك": "كما أن الغنى وصف"، وهو خطأ، والبيت من جملة أبيات اوردها
المصنف في مدارج السالكين (2: 12)، وذكر أن شيخ الاسلام بعب إليه في
اخر عمره قاعدة قي التفسير بخطه، وعلى ظهرها تلك الابيات بخطه من نظمه.
و نظر أيضا (2: 494). وقال صاحب المنهج الاحمد: "ومن إنشاد الشيخ
رحمه الله لنفسه قبل موته بأيام " ثئم ذكر الابيات. انظر: الجامع لسيرة شيخ
الاسلام (545 - 546).
12

الصفحة 12