كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

-كماتقدم - نوعان: فقر إلى ربوبيته، وهو فقر المخلوقات بأسرها؛
وفقر إلى إلاهيته (1)، وهو فقر أنبيائه ورسله وعباده [الصالحين] (2)،
وهذا هو الفقر النافع. والذي يشير إليه القوم، ويتكلمون عليه،
ويشمرون إليه، هو الفقر الخاص لا العام. وقد اختلفت عباراتهم عنه
ووصفهم له، وكل أخبر عنه بقدر ذوقه وقدرته على التعبير.
[تعريف الفقر ودرجاته عند الهروي، وتفسير كلامه]
قال شيخ الاسلام الأنصاري: " الفقر اسم للبراءة من روية الملكة،
وهو على ثلاث درجات:
الدرجة الاولى: فقر الزهاد، وهو نفض اليدين من الدنيا ضبطا
أوطلبا، واسكات اللسان عنها ذما أومدحا، والسلامة منها طلبا أوتركا،
وهذا هو الفقر الذي تكلموا في شرفه.
الدرجة الثانية: الرجوع إلى السبق بمطالعة الفضل، وهو يورث
الخلاص من روية الأعمال، ويقطع شهود الاحوال، ويمحص من
أدناس مطالعات (3) المقامات.
الدرجة الثالثة: صحة الاضطرار، والوقوع في يد التقطع الوحداني،
والاحتباس في قيد (4) التجريد، وهو فقر الصوفية " ().
(1) " ك، ط ": " ألوهيته ".
(2) مابين الحاصرتين من "ك، ط".
(3) "ط": "مطالعة" كما في مدارج السالكين (2/ 50).
(4) "ط": "في بيداء قيد"، كما في المدارج وبعض نسخ منازل السائرين.
(5) منازل السائرين (56). وقارن تفسير المولف لكلام الهروي هنا، بما فسره في
المدار! (2/ 97 4 - 2 0 5).
19

الصفحة 19