كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

إليه، وطلبا لمرضاته؟ أم يكون البذل والامساك منهم صادرا عن مراد
النفس، وغلبة الهوى، وموجب الطبع، فيعطي لهواه ويمنع لهواه؟
فيكون متصرفا تصرف المالك لا المملوك، فيكون مصدر تصرفه الهوى
ومراد النفس، وغايته الرغبة فيما عند الخلق من جاه أو رفعة أو منزلة أ و
مدح أو حظ من الحظوظ، أو الرهبة من فوت شيء من هذه الاشياء.
وإذا كان مصدر تصرفه وغايته هو هذه الرغبة والرهبة رأى نفسه لا محالة
مالكا، فادعى الملكة (1)، وخرج عن حد العبودية، ونسي فقره. ولو
عرف نفسه حق المعرفة لعلم نما هو مملوك ممتحن في صورة مالك (2)
متصرف، كما قال تعالى: < ثم جعلنبئ خل! ف في الارضى منما بعدهم فنظر
كئف تغملون *> [يونس/ 4 1].
وحقيق بهذا الممتحن أن يوكل إلى ما ادعته نفسه من الحالات
والملكات مع المالك الحق سبحانه، فان من ادعى لنفسه حالة مع الله
وكل إليها. ومن وكل إلى شيء غير الله فقد أتيح (3) له باب الهلاك
والعطب، و غلق عنه باب الفوز والسعادة؛ فإن كل شيء ما سوى الله
باطل، ومن وكل إلى الباطل بطل عمله، وضل سعيه، ولم يحصل إلا
على الحرمان.
فكل من تعلق بشيء غير الله (4) انقطع به أحوج ما كان إليه، كما قال
تعالى: (1)
(2)
(3)
(4)
"ك، ط؟:"الملك ".
"ك، ط":"ملك ".
"ك، ط":"فتح ".
"ك، ط": "تعلق بغير الله؟.
21

الصفحة 21