كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

أصنامهم و وثانهم، فتتساقط بهم في النار. ويتولى عابدو الشمس
والقمر والنجوم الهتهم، فاذا كورت الشمس، وانتثرت النجوم
اضمحلت تلك العبادة، وبطلت، وصارت حسرة عليهم < كذلك يريهص
لله اغمفم حسرت علئهئم وماهم بخرجين من أفار! > [1 لبقرة / 67 1].
ولهذا كان المشرك من أخسر الناس صفقة وأغبنهم يوم معاده، فانه
يحال على مفلس كل الافلاس بل على عدم، والموحد حوالته على
المليء الكريم، فيا بعد ما بين الحوالتين!
وقوله: "البراءة من روية الملكة ". ولم يقل "من الملكة " (1) لان
الانسان قد يكون فقيرا لا ملكة له في الظاهر، وهو عري عن التحقق (2)
بنعت الفقر الممدوح أهله الذين لا يرون ملكة إلا لمالكها الحق ذي (3)
الملك والملكوت. وقد يكون العبد قد فوض إليه من ذلك شيء وجعل
كالخازن فيه، كما كان سليمان بن داود! يم أوتي ملكا لا ينبغي لاحد من
بعده، وكذلك الخليل وشعيب والأغنياء من الأنبياء عليهم الصلاة
والسلام، وكذلك أغنياء الصحابة. فهولاء لم يكونوا بريئين من الملكة
في الظاهر، وهم بريتون من روية الملكة لنفوسهم، فلا يرون لها ملكا
حقيقيا، بل يرون ما في أيديهم لله عارية ووديعة في أيديهم، ابتلاهم به
لينظر هل يتصرفون فيه تصرف العبيد أو تصرف الملاك الذين يعطون
لهواهم ويمنعون لهواهم.
(1) بلى، كذ 1 ورد في بعض نسخ منازل السائرين التي اعتمد المؤثف عليها في
مدارج السالكين (497/ 2).
(2) "ف، ك": "التحقيق"، خطا.
(3) في الاصل: "ذو"، سهو، وكذا في "ن".
23

الصفحة 23