كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والمقصود ان الاستغناء عن الله سبب هلاك العبد وتيسيره لكل
عسرى، ورؤيته غنى نفسه سبب طغيانه، وكلاهما مناف للفقر
والعبودية.
[تفسير الدرجة الأولى من 1 لفقر]
قوله: " الدرجة الأولى فقر الزهاد، وهو نفض اليدين من الدنيا ضبطا
أو طلبا، [وإسكات اللسان عنها ذفا و مدحا، والسلامة منها طلبا] (1) أ و
تركا، وهذا هو الفقر الذي تكلموا في شرفه ".
فحاصل هذه الدرجة فراغ اليد والقلب من الدنيا، والذهول عن الفقر
منها والزهد فيها. وعلامة فراغ اليد نفض اليدين من الدنيا ضبطا أ و
طلبا: فهو لا يضبط يده مع وجودها شحا وضنا بها، ولا يطلبها مع
فقدها سؤالا والحافا وحرصا. فهذا الاعراض والنفض دال على سقوط
منزلتها من القلب، إذ لو كان لها في القلب منزلة لكان الامر بضد ذلك،
وكان يكون حاله الضبط مع الوجود لغناه بها، ولكان يطلبها مع فقدها
لفقره إليها.
و يضا من أقسام الفراغ إسكات اللسان عنها ذما و مدحا (2) لان من
اهتم بأمر وكان له في قلبه موقع اشتغل اللسان بما فاض على القلب من
أمره مدحا و ذما، فإنه إن حصلت له مدجها، وإن فاتته ومنعها (3) ذفها.
(1)
(3)
(3)
مابين الحاصرتين ساقط من الاصل وغيره بسبب انتقال النظر. وقد استدرك في
"ط".
"ك، ط": "دح".
"ومنعها": سافط من "ك، ط".
26

الصفحة 26