كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وذمها (1) علامة موضعها من القلب، لأن الشيء إنما يذئم على قدر
الاهتمام به والاعتناء بشفاء (2) الغيط منه بالذم.
وكذلك تعظيم الزهد فيها إلما هو على قدر خطرها في القلب، إ ذ
لولا خطرها وقدرها لما صار للزهد فيها خطر. وكذلك مدجها دليل على
خطرها وموقعها من قلبه، فان من أحمث شيئا كثر من ذكره.
فصاحب (3) هذه الدرجة لايضبطها مع وجودها ولايطلبها مع
عدمها، ولايفيض من قلبه على لسانه مدج لها يدل على محبتها،
ولا يفيض من القلب على اللسان ذم يدل على موقعها وخطرها؛ فان
الشيء إذا صغر أعرض القلب عنه ذفا ومدحا (4).
وكذلك صاحب هذه الدرجة فان () عن النظر الى تركها، وهو الذي
تقذم من ذكر خطر الزهد فيها؛ لان نظر العبد إلى كونه تاركا لها زاهدا
فيها، تتشوفث (6) نفسه بالترك وتتلذذ به = دليل على شغله بها، ولو على
وجه الترك (7)؛ وذلك من خطرها وقدرها. ولو صغرت في القلب لصغر
تركها والزهد فيها، ولو اهتئم القلب بمهم من المهمات المطلوبة التي هي
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
"ك، ط ": "ومدجها وذمها ".
"ط ": أو 1 لاعتناء شفاء ".
"ك، ط ": " وصاحب ".
"ك، ط ": " مدحا و ذما ".
"ط": "سالم"، ولعله تغيير من الناشر.
"ك، ط": "تتشرف".
"وتتلذذ. . الترك ": ساقط من "ط".
27

الصفحة 27