كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

كما قال (1):
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خالئا فتمكنا (2)
ففقر صاحب هذه الدرجة تفريغه إناءه من كل شراب مسكر، وكل
شراب غير شراب المحبة والمعرفة فمسكر (3) ولا بد، "وما أسكر كثيره
فقليله حرام " (4)، وأين سكر الهوى والدنيا إلى () سكر الخمر! وكيف
يوضع شراب التسنيم الذي هو على أشربة المحبين في إناء ملان بخمر
الدنيا والهوى، لا يفيق (6) من سكره ولا يستفيق! ولو فارق هذا السكر
القلب لطار بأجنحة الشوق إلى الله والدار الاخرة، ولكن رضي المسكين
بالدون، وباع حظه من قرب الله ومعرفته وكرامته بأخس الثمن صفقة
خاسر مغبون، فسيعلم أي حظ أضاع إذا فاز المحبون، وخسر
المبطلون!
(1)
(2)
(3)
(4)
(6)
"ك، ط": "قال بعضهم ".
من الابيات المشهورة، وقد أنشده المؤلف في مفتاح دار السعادة (546/ 1)،
واغاثة اللهفان (1/ 181)، وروضة المحبين (187، 240)، ونسبه في الموضع
الاخير إلى قيس بن الملؤح. وهو في ديوانه (219). وينسب إلى غيره.
"ط": "من كل شراب غير شراب المحبة والمعرفة لان كل شراب فمسكر".
من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما. اخرجه أحمد في المسند
(6674)، والعسائي (8/ 0 30)، وابن ماجه (3394) وغيرهم، وسانده حسن.
وورد هذا المتن عن جابر و نس وعائشة و بن عمر رضي الله عنهم (ز).
"ك، ط": "من".
"ط": "ولا يفيق ".
34

الصفحة 34