كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فكذلك (1) نظره إليه ببقاء الاخرية حيث يبقى بعد الاسباب كلها. فكان
الله ولم يكن شيء غيره، وكل شيء هالك إلا وجهه.
فتامل عبودية هذين الاسمين وما يوجبانه من صحة الاضطرار إلى الله
وحده ودوام الفقر إليه دون كل شيء سواه، وأن الامر ابتد منه واليه
يرجع، فهو المبتدىء بالفضل حيث لا سبب ولا وسيلة، وإليه ينتهي
الامر حيث (2) تنتهي الاسباب والوسائل، فهو أول كل شيء واخره.
وكما أنه رب كل شيء وفاعله وخالقه وبارئه، فهو إلهه وغايته التي
لا صلاح له ولا فلاح ولا كمال إلا بان يكون هو غايته وحده. كما أنه
لاوجود له إلا بكونه وحده هو ربه وخالقه، فكذلك لاكمال له
ولا صلاح إلا بكونه تعالى (3) وحده هو غايته ونهاية مقصوده (4).
فهو الاول الذي ابتدأت منه المخلوقات، والاخر الذي انتهت إليه
(5) (6)
عبودياتها وإرادتها ومحبتها، فليس وراء الله شيء يقصد ويعبد
! سأله، كما أنه ليس قمله شيء يخلق ويرأ. فكما كان واحدا في
و-.
إيجادك، فاجعله واحدا في تألهك وعبوديتك (7). وكما ابتدا وجودك
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
"ط":"وكذلك ".
"ينتهي الامر حيث" ساقط من "ط".
من قوله "هو غايته وحده " إلى هنا ساقط من "ط".
"ط": "نهايته ومقصوده ".
" ك ": "عبوديتها".
" ن، ك، ط ": " إراداتها".
"ط": "تالهك إليه لتصح عبوديتك "، وهو غلط ناشىء من السقط في بعض
النسخ.
38

الصفحة 38