كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والباطل؛ ورزق مع ذلك اطلاعا على أسباب الخطأ، وتفرق الطرق،
ومثار الغلط؛ فكان (1) له بصيرة في الحق والباطل. وذلك فضل الله يؤتيه
من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وباب هذه المعرفة والتعبد هو معرفة إحاطة الرب تبارك وتعالى
بالعالم وعظمته، وأن العوالم كلها في قبضته، و ن السماوات السبع
والارضين السبع في يده كخردلة في يد العبد (2)، قال تعالى: < وإد قلنا
لف إن رئب حا! بالاس!) [الاسراء: 60]، وقال: <والله من ورابهم
محيط!) [البروج/ 20].
ولهذا يقرن سبحانه بين هذين الاسمين الدالين [8/أ] على هذين
المعنيين: اسم العلو الدال على اذه الظاهر و له لا شيء فوقه، واسم
العظمة الدال على الاحاطة و ئه لا شيء دونه، كما قال تعالى: <وهو
العلى العظيو!) [البقرة/ 255، الشورى / 4]، وقال: <وهو العلى
الاكبير *> [سبا/ 23]، وقال: < ولله ائشرق وائعرلب فأتنمانولو فثم وجه دئة
إن لله وسغ عليم!) [البقرة/ 15 1] (3).
وهو تبارك وتعالى كما أله العالي على حلقه بذاته فليس فوقه شيء،
فهوالباطن بذاته فليس دونه شيء، بل ظهر على كل شيء وكان (4) فوقه،
(1)
(2)
(3)
(4)
"ط":"وكان".
يشير إلى قول ابن عباس: "ما السماو ت السبع والارضون السبع وما فيهما في
يد الله إلا كخردلة في يد حدكم" وقد أخرجه الطبري في في تفسيره
(246/ 20).
و 1 نظر الصواعق: (1365).
"ك": "وهوفوقه ". "ن": "فكان"، وكذا في "ط".
42

الصفحة 42