كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

القسم، بل هو أغلب أقسام الامة، فكيف يخلو القرآن عن ذكره وبيان
حكمه؟ ثم لما استوفى أقسام الا! مة ذكر الخارجين عنهم، وهم الذين
كفروا، فعمت الاية أقسام الخلق كلهم. وعلى ما ذهبتم إليه تكون الاية
قد أهملت ذكر القسم الاغلب الأكثر، وكزرت ذكر حكم الكافر أولا
واخرا. ولا ريب أن ماذكرناه أولى لبيان حكم (1) هذا القسم، وعموم
الفائدة.
أيضا فان قوله تعالى: <ثم أوزتنا لاكئب الذين ضظفتنا من
عبادنا > [فاطر/ 32] صريح في أن الذين ورثهم الكتاب هم المصطفون
من عباده. وقوله: < فمنهم ظالو لنقسه-> [فاطر/ 32] إما ن يرجع إلى
الذين اصطفاهم، وإما ن يرجع إلى العباد. ورجوعه إلى "الذين
اصطفينا" (2) أولى (3) لوجهين:
أحدهما: أن قوله تعالى: < وِمنهم مقتصد وسم سابق) (4) [فاطر/
32] إلما يرجع إلى المصطفين لا إلى العباد، فكذلك قوله: <فمنهم
ظالر لننسء> [فاطر/ 32]. ولا يقال: بل الضمائر كلها تعود على العباد،
لان سياق الاية والاتيان بالفاء والتقسيم المذكور كله يدل على أن المراد
بيان أقسام الوارثين للكتاب لا بيان أقسام العباد، إذ لو أراد ذلك لأتى
بلفظ يزيل الوهم، ولا يلتبس به المراد بغيره، وكان وجه الكلام () على
(2)
(3)
(4)
"حكم" ساقط من"ط".
"ك": "اصطفيناهم". "اصطفاهم".
"اولى" ساقط من"ط".
"ف": "سابق بالخيرات "، خلاف الاصل.
"ك ": لةوجه الكلام عندهم ".
430

الصفحة 430