كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

هذا أن يقال: "ومن عبادنا ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات ثم
أورثنا الكتاب الذين اصطفينا منهم "، وهذا هو (1) معنى الكلام عندكم،
ولا ريب أن سياق الاية لا يدل عليه. إنما يدل على أنه أورث الكتاب
طائفة من عباده، وأن تلك الطائفة ثلاثة أقسام. هذا وجه الكلام الذي
يدل عليه ظاهره.
الثاني: أنك إذا قلت: "أعطيت مالي للبالغين (2) من أولادي، فمنهم
تاجر (3)، ومنهم خازن، ومنهم مبذر مسرف (4) ". هل يفهم من هذا أحد
قط () هذا التقسيم لجملة أولاده؟ بل لا يفهم منه إلا ن أولاده كانوا في
أخذهم المال أقساما ثلاثة، ولهذا أتى فيها بالفاء الدالة على تفصيل ما
أجمله أولا، كما إذا قلت: " خذ هذا المال فاعط فلانا كذا، و عط فلانا
كذا"، ونطائره متعددة. ولا وجه للاتيان بالفاء ههنا إلا تفصيل المذكور
أولا، لا تفصيل المسكوت عنه. والاية قد سكتت عن تفصيل العباد
الذين اصطفى منهم من أورثه الكتاب، فالتفصيل للمذكور (6) ليس إلا.
فتامله فإنه واضح.
قالوا: وأما قولكم إن الله لا يصطفي من عباده ظالفا لنفسه، لان
الاصطفاء هو الاختيار من الشيء صفوته وخياره إلى اخر ما ذكرتم،
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
"هو" ساقط من "ب، ك، ط".
كذا في "الاصل ف، ب". وفي "ك، ط ": "البالغين".
"ب ": "فاجر"، تحريف.
"ك، ط ": "مبذر ومسرف ".
"قط" ظرف مختص بالزمان الماضي، وقد أوقعه 1 لمؤلف هنا وفي مواضع
أخرى من كتبه موقع "أبذا". وانطر ما ياتي في ص (576،519).
"ف": "بالتفصيل المذكور". "ك": "فالتفصيل المذكور". وكلاهما خطأ.
431

الصفحة 431