كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فذكر هنا الاساور من الفضة والاكواب من الفضة في جزاء الابرار،
وذكر في سورة الملائكة (1) الاساور من الذهب في جزاء السابقين
بالخيرات، فعلم جزاء المقتصدين من سورة الانسان، وعلم جزاء
السابقين من سورة الملائكة، فانتظمت السورتان جزاء المقربين على تم
الوجوه. والله أعلم باسرار كلامه وحكمه.
قالوا: وهذا هو الجواب عن قولكم: إن الضمير يختص به أقرب
مذكور إليه.
قالوا: و فا قولكم: إن الظالم لنفسه إنما هو الكافر، فقد تقدم
جوابه، وذكرنا (2) ما يبطله.
قالوا: و فا قولكم: إن هذه الايات نظير ايات الواقعة وسورة
الانسان وسورة المطففين في تقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام: أصحاب
الشمال، و صحاب اليمين، والمقربون؛ فلا ريب ن هذه الاية وافية
بالاقسام الثلاثة مع مزيد تقسيم اخر، وهو تقسيم أصحاب اليمين إلى
ظالم لنفسه ومقتصد، فهي مشتملة على تلك الأقسام وزيادة.
قالوا: و ما قولكم [ه 6/ب]: إن الاثار الدالة على ن الاصناف الثلاثة
هم السعداء أهل الجنة ضعيفة لا تقوم بها حجة، فجوابه ألها قد بلغت في
الكثرة إلى حد يشد بعضها بعضا ويشهد بعضها لبعض، ونحن نسوق
منها آثازا غير ما ذكرناه (3) تعلم (4) به كثرتها وتعدد طرقها.
(1)
(2)
(3)
(4)
يعني سورة فاطر.
" ط ": "وذكر".
"ب ": "ذكرنا ".
"ك، ط ": " يعلم ".
436