كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قرب خاصق غير قرب الاحاطة وقرب البطون.
وفي الصحيح من حديث أبي موسى لهم كانوا مع النبي لمجين في
سفر، فارتفعت أصواتهم بالتكبير فقال: "أيها الناس اربعوا على
أنفسكم، فإلندم لا تدعون أصم ولا غائبا، إن الذي تدعونه سميع
قريب، أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته " (1)، فهذا قربه من داعيه
وذاكره، يعني: فأي حاجة بكم إلى رفع الاصوات، وهو لقربه يسمعها،
وإن خفضت، كما يسمعها إذا رفعت، فإله سميع قريب؟
وهذا القرب هو من لوازم المحبة، فكلما كان الحب أعظم كان
القرب أكثر (2). وقد يستولي (3) محبة المحبوب على قلب محبه بحيث
يفنى بها عن غيره، ويغلب محبوبه على قلبه حتى كأله يراه ويشاهده.
فإن (4) لم يكن عنده معرفة صحيحة بادله وما يجب له ويستحيل () عليه،
وإلا (6) طرق باب الحلول إن لم يلجه. وسببه ضعف تمييزه، وقوة
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
"حسن صحيح غريب من هذا الوجه ". والحديث صححه ابن خزيمة والحاكم،
ولم يتعقبه الذهبي (ز).
من حديث أبي موسى الاشعري رضي الله عنه، أخرجه البخاري في كتاب
الجهاد (2992) وغيره.
وانظر: المدارج (305/ 2)، والبدائع (845/ 3)، ومجموع الفتاوى
(17/ 15).
كذا في الاصل بالياء. وفي "ك، ط": "وقد استولت ".
"ك ": " دا".
"ط ": "وما يستحيل ".
وقعت "إلا" هنا في غير موقعها، ولا يستقيم المعنى إلا بحذفها، ولعله من
الاخطاء الشائعة في زمن المصنف، فقد تكزر في كتبه وكتب شيخه. انظر مثلا=
44

الصفحة 44