كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يعلم سوء حاله، ويعترف بتفريطه، ويعزم على الرجوع إلى الله. فهذا
حال المومن (1) المسلم.
وأما من زين له سوء عمله فراه حسنا، وهو غير معترف ولا مقر
ولا عازم على الرجوع إلى الله والانابة إليه أصلا، فهذا لا يكاد إسلامه أ ن
يكون صحيحا أبدا، ولا يكون هذا الا منسلخ القلب من الايمان، ونعوذ
بادثه من الخذلان.
وأما الأبرار المقتصدون فقطعوا مراحل سفرهم بالاهتمام بإقامة أمر
الله، وعقد القلب على ترك مخالفته ومعاصيه، فهممهم مصروفة إلى
القيام بالاعمال الصالحة واجتناب الاعمال القبيحة.
فأول ما يستيقط أحدهم من منامه يسبق إلى قلبه القيام إلى الوضوء
والصلاة كما أمره الله. فاذا أدى فرض وقته (2) اشتغل بالتلاوة والاذكار
إلى حين تطلع الشمس، فركع (3) الضحى، ثم ذهب إلى ما أقامه الله فيه
من الاسباب.
فاذا حضر فرض الظهر بادر إلى التطهر (4) والسعي إلى الصف الاول
من المسجد، فأدى فريضته كما أمر مكملا لها () بشرائطها وأركانها
وسننها وحقائقها الباطنة من الخشوع والمراقبة والحضور بين يدي
الرب.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
"المومن " ساقط من " ب، ك، ط ".
"ف": "فرض الله "، تحريف.
"ك، ط ": "فيركع".
"ب، ك ": "التطهير"، تحريف.
"ف": "أمر بكمالها"، تحريف.
442

الصفحة 442