كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

سلطان المحبة، واستيلاء المحبوب على قلبه بحيث يغيب عن ملاحظة
سواه (1)، وفي مثل هذه الحال يقول: "سبحاني" أو"ما في الجبة إلا
الله " (2)، ونحو هذا من الشطحات التي نهايتها ن تغفر (3) له ويعذر
لسكره وعدم تمييزه في تلك الحال.
فالتعبد بهذا الاسم هو التعبد بخالص المحبة وصفو الوداد، وأن
يكون الإله سبحانه أقرب إليه من كل شيء و قرب إليه من نفسه، مع كونه
ظاهرا ليس فوقه شيء.
ومن كث! ذهنه وغلط طبعه عن فهم هذا فليضرب عنه صفحا إلى
ماهو أولى به (4)، فقد قيل:
إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع ()
فمن لم يكن له ذوق من قرب المحبة، ومعرفة بقرب المحبوب من
محبه غاية القرب، وان كان بينهما غاية المسافة -ولاسيما إذا كانت
المحبة من الطرفين، وهي محبة بريئة من العلل والشوائب والأعراض
القادحة فيها - فإن المحب كثيرا ما يستولي محبوبه على قلبه وذكره،
(1)
(2)
(3)
هذا الكتاب ص (227. 228)، و 1 لداء والدواء (239)، وشفاء العليل (198)،
وجامع المسائل (1/ 92، 171) و (2/ 2 0 2)، ومجموع الفتاوى (1 1/ 27).
"ط ": "ماسواه". وانظر: الوابل الصيب (159).
تنسب هذه الكلمات إلى أبي يزيد البسطامي (261 هـ) انظر مجموع الفتاوى
(313/ 8)، وسير أعلام النبلاء (88/ 13).
"ك، ط": "يغفر".
"به" ساقط من"ك، وبعده فيها: "وقد قيل".
البيت لعمرو بن معديكرب في مجموع شعره (145).
45

الصفحة 45