كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
منصور وغيرهما عن اصحاب رسول الله! لخيم لهم إذا كان أحدهم جنبا ثم
أراد أن يجلس في المسجد توضا ثم جلس فيه (1). وهذا مذهب الامام
أحمد وغيره، مع أن المساجد لا تحل لجنب (2). فدل (3) على ا ن
وضوءه رفع حكم الجنابة المطلقة الكاملة التي تمنع الجسد (4) من
الجلوس في بيت الله، وتمنع الروج من السجود بين يدي الله.
فتأفل هذه المسألة وفقهها ()، واعرف بها مقدار فقه الصحابة وعمق
علومهم. فهل ترى أحدا من المتأخرين وصل إلى مبلغ هذا الفقه الذي
خص الله به خيار عباده، وهم أصحاب نبيه؟ وذلك فضل الله، يؤتيه من
يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
فاذا استيقط هذا (6) القلب من منامه صعد إلى الله بهمه وحبه
وأشواقه (7) مشتاقا إليه، طالبا له، محبا له (8)، عاكفا عليه. فحاله كحال
المحب الذي غاب عن محبوبه الذي لا غنى له عنه، ولا بد له منه،
وضرورته إليه أعظم من ضرورته إلى التنفس (9) والطعام والشراب. فاذا
نام غاب عنه، فإذا استيقط عاد إلى الحنين إليه، والى الشوق الشديد
(2)
(3)
(4)
(6)
(7)
(8)
(9)
اخرجه سعيد بن منصور (646) عن عطاء بن يسار (ز).
انظر مجموع الفتاوى (21/ 344).
"فدذ" ساقط من "ك، ط ".
"ب، ك، ط ": "الجنب"، تحريف.
"ب ": "تفهمها"، تحريف.
"هذا" ساقط من "ب".
"ب ": "شوقه ".
"ط ": "محتاجا إليه " مكان "محبا له".
"ك، ط ": "النفس".
455