كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الذي هو أخو الموت، و عاده الى حاله سويا سليما محفوظا مما
لا يعلمه ولا يخطر بباله من الموذيات والمهلكات التي هو غرض وهدف
لسهامها، كلها تقصده بالهلاك أو الاذى، والتي (1) من بعضها أرواح (2)
شياطين الانس والجن، فالها تلتقي بروحه إذا نام، فتقصد إهلاكه و ذاه؛
فلولا أن الله سبحانه يدفع عنه لما سلم.
هذا، وكم يلقى (3) الروح في تلك الغيبة من أنواع الاذى والمخاوف
والمكاره والتفزيعات ومحاربة الأعداء والتشويش والتخبيط بسبب
ملابستها لتلك الارواح. فمن الناس من يشعر بذلك لرقة روحه
ولطافتها، ويجد آثار ذلك فيها إذا استيقط من الوحشة والخوف والفزع
والوجع الروحي الذي ربما غلب حتى سرى إلى البدن. ومن الناس من
تكون روحه أغلظ و كثف (4) و قسى من أن تشعر بذلك، فهي مثخنة
بالجراح، مزمنة بالامراض، ولكن لموتها () لا تحس بذلك.
هذا، وكم من مريد لاهلاك جسمه من الهوام وغيرها قد حفظه منه،
فهي في أجحارها محبوسة عنه، لو خليت وطبعها لأهلكته. فمن ذ ا
الذي كلأه وحرسه، وقد غاب عنه حشه وعلمه وسمعه وبصره؟ فلو جاءه
البلاء من أي مكان جاء لم يشعر به. ولهذا ذكر سبحانه عباده هذه
النعمة، واعتدها (6) عليهم من جملة نعمه، فقال: < من يكؤ- بالتل
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
كذا في الاصل و "ط " مع واو 1 لعطف، وفي "ف" وغيرها دونها.
"ارواح " ساقط من "ط ".
"كم " ساقط من "ط ". وفي "ب ": "تلقى ". وفي "ط ": " تلتقي ".
"ب": "اكثف و غلظ".
"ط": "لنومها".
"ك": "اعدها"، "ط": "عدها".
457