كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ونعيمه ولذته وسروره في تلك الصلاة، فهو يتمنى طول ليله، ويهتم
بطلوع الفجر، كما يتمنى المحب الفائز بوصل محبويه ذلك. فهو كما
قيل:
يوذ أن ظلام الليل دام له (1) وزيد فيه سواد القلب والبصر (2)
فهو يتملق فيها مولاه تملق المحب لمحبويه العزيز الرحيم، ويناجيه
بكلامه معطيا لكل اية حظها من العبوديه. فتجذب قلبه وروحه إليه ايات
المحبة والوداد، والايات التي فيها الاسماء والصفات، والايات التى
0) 3 (ِ.
تعرف بها إدى عباده بالائه وانعامه عليهم واحسانه ليهم. وتطيب له
السير ايات الرجاء والرحمة وسعة البر والمغفرة، فتكون له بمنزلة
الحادي الذي يطيب له السير ويهونه عليه (4). وتقلقه ايات الخوف
والعدل والانتقام واحلال غضبه بالمعرضين عنه، العادلين به غيره،
المائلين إلى سواه؛ فتجمعه عليه وتمنعه () أن يشرد قلبه عنه. فتأمل هذه
النكتة (6)، وتفقه فيها، والله المستعان، ولا حول ولا قؤة إلا به (7).
وبالجملة فيشاهد المتكلم سبحانه، وقد تجلى في كلامه، ويعطي
كل اية حطها من عبودية قلبه الخاصة الزائدة على مجزد تلاوتها
(1) "ب":"طوله ".
(2) البيت لأبي العلاء 1 لمعري في سقط الزند (56).
(3) "ب": "يتعرف".
(4) "عليه" سافط من "ط".
(5) "ك، ط": "فيجمعه عليه ويمنعه ".
(6) "ب، ط": "هذه الثلاثة "، وهو تحريف طريف. وكذا كان في "ك"، ثم عذل
فيها.
(7) "ب، ك، ط": "الا بالله ".
459

الصفحة 459