كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ويفنى عن غيره، ويرق قلبه ولتجرد نفسه، [8/ب] فيشاهد محبوبه
كالحاضر معه القريب إليه، وبينهما من البعد مابينهما. وفي هذا (1)
الحال يكون في قلبه وجوده العلمي، وقي لسانه وجوده اللفظي،
فيستولي هذا الشهود عليه ويغيب به، فيظن أن في عينه (2) وجوده
الخارجي، لغلبة حكم القلب والروح، كما قيل:
خيالك في عيني، وذكرك في فمي ومثواك في قلبي، فأين تغيب! (3)
هذا، ويكون ذلك المحبوب بعينه بينه وبين عدوه من البعد
مابينهما (4)، وإن قربت الابدان وتلاصقت الديار. والمقصود أن المثال
العلمي غير الحقيقة الخارجية وإن كان مطابقا لها، لكن المثال العلمي
محله القلب، والحقيقة الخارجية محلها الخارح.
-. (ه) ء
لمحمعرلمحه هده الاسماء الاربعة - وهي: الاول، والاخر، والظاهر
والباطن - هي اركان العلم والمعرفة، فحقيق بالعبد ن يبلغ في معرفتها
إلى حيث ينتهي به قواه وفهمه.
واعلم ان لك أنت أولا واخرا وباطنا وظاهرا (6)، بل كل شي فله أول
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
"ك، ط":"هذ 5".
"ف":! غيبة "،تصحيف.
أنشده المصنف في روضة المحبين (0 10)، والداء والدواء (285)، ومع بيت
اخر في المفتاج (1/ 438)، وهو لابي الحكم ابق غلندو لاشبيلي الطبيب
الشاعر (581 او 587 هـ). انظر: معجم الأد! اء (94 1 1).
"ك": "مابينها من البعد". ط: "ومابينهما. . ".
"هذه" ساقط من "ط" ومستدرك في القطرية.
" ك، ط ": " ظاهرا وباطانا".
46

الصفحة 46