كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ويرحمه. فإذا قضى من الاستغفار وطرا، وكان عليه بعد ليل اضطجع
على شقه الايمن مجما نفسه، مريحا لها، مقويا لها (1) على أداء وظيفة
الفرض، فيستقبله نشيطا بجده وهمته كأله لم يزل نائما طول ليلته لم
يعمل شيئا. فهو يريد ن يستدرك ما قاته في صلاة الفجر، فيصلي السنة،
ويبتهل بينها وبين الفريضة، فإن لذلك الوقت شأنا (2) يعرفه من عرفه.
ويكثر فيه من قول "ياحي ياقيوم لا إله لا نت"، فلهذا الذكر في هذا
الموطن تأثيز عجيب (3).
ثم ينهض إلى صلاة الصيح قاصدا الصف الأول عن يمين الامام أ و
حلف قفاه. فان فاته ذلك قصد القرب منه مهما أمكن، فان للقرب من
الامام تاثيرا (4) في سر الصلاة. ولهذا القرب تاثير في صلاة الفجر خاصة
يعرفه من عرف قوله تعالى: <وفرءان ألفبز إن فرءان فبز كات
مشهودا!) [الاسراء/ 78]. قيل: يشهده الله عز وجل وملائكته. وقيل:
يشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، فيتفق نزول هولاء البدل عند صعود
أولئك فيجتمعون في صلاة الفجر، وذلك لالها في () أول ديوان النهار
واخر ديوان الليل فيشهدها ملائكة الليل والنهار. واحتج لهذا القول
[68/ب] بما في الصحيح من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله! شي!: "فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
"ب": "متقوئا بها".
في الاصل: "شأن" بالرفع. و لمثبت من "ف" وغيرها.
انظر: ما نقله في ذلك عن شيخ الاسلام ابن تيمية في مدارج السالكين
(529/ 1 و 246/ 3).
هنا يضا في الاصل: "تاثير" بالرفع. والمثبت من "ف" وغيرها.
"ط": "هي".
461

الصفحة 461