كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بين النفوس إلى هذا الحد والغاية! فهذا عباداته عادات، والاول عاداته
عبادات!
فإذا جاء فرض الظهر بادر إليه كذلك (1) مكملا له، ناصحا فيه
لمعبوده كنصح المحب الصادق المحبه لمحبوبه الذي قد طلب منه أ ن
يعمل له شيئا ما، فهو لا يبقي مجهودا، بل يبذل مقدوره كله في تحسينه
(2)
وتزيينه واصلاحه واكماله، ليقع موقعا من محبويه، فينال به رضاه عنه
وقريه منه. أفلا يستحعى العبد من ريه ومولاه ومعبوده أن لا يكون في
عمله هكذا، وهو يرى المحبين في أشغال محبوبيهم من الخلق كيف
يجتهدون في إيقاعها على أحسن وجه و كمله، بل هو يجد من نفسه ذلك
مع من يحبه من الخلق، فلا اقل من أن يكون مع ربه بهذه المنزلة. ومن
أنصف نفسه وعرف أعماله استحيا من الله أن يواجهه بعمله أو يرضاه
لربه، وهو يعلم من نفسه أده لو عمل لمحبوب له من الناس لبذل فيه
نصحه، ولم يدع من حسنه شيئا الا فعله.
وبالجملة، فهذا حال هذا العبد مع رئه في جميع أعماله، فهو يعلم
أله لا يوفي هذا المقام حاله، فهو أبدا يستغفر الله عقيب كل عمل. وكان
النبي -كلي! إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا (3)، وقال تعالى: < وبإلأينطرهتم
! شغفرويئ *>1 الذاريات/ 18]. قال الحسن: مدوا الصلاة الى السحر، ثم
(1) "كذلك " ساقط من "ك، ط ".
(2) "ب": "ترتيبه"، تصحيف، فإنه ضبط في الاصل بالنون.
(3) "ط": "استغقر الله. . ."، وقد خرجه مسلم فبم كتاب المساجد (591) من
حديث ثوبان رضي] لله عنه.
467

الصفحة 467