كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

واحد الناس في زمانه (1)، لا يلحق شأوه، ولا يشق غباره. فشتان مابين
من يتلفى أحواله ووارداته عن الاسماء والصفات، وبين من يتلقاها عن
الاوضاع الاصطلاحية والرسوم او عن مجرد ذوقه ووجده، إذا استحسن
شيئا قال: هذا هو الحق.
فالسير إلى الله (2) من طريق الاسماء والصفات شانه عجب، وفتحه
عجب. صاحبه قد سبق السعاة (4)، وهو مستلق على فراشه، غير
(3)
تعب ولا مكدود، ولا مشتت عن وطنه، ولا مشرد عن سكنه. <ؤري
الجبال تخسبهاطمدص وهي تمر مز الشحاب) [النمل / 88]. وليس العجب من سائر
في ليله ونهاره، وهو في الشرى () لم يبرح من مكانه. وإدما العجب من
ساكن لا يرى عليه أثر السفر، وقد قطع المراحل والمفاوز! فسائر قد
ركبته نفسه، فهو حاملها سائر بها، ملبوك بها (6)، يعاقبها وتعاقبه،
ويجرها وتهرب مته، ويخطو بها خطوة إلى أمامه فتجذبه خطوتين إلى
ورائه؛ فهو معها في جهد وهي معه كذلك. وسائر قد ركب نفسه،
وملك عتانها، فهو يسوقها كيف شاء و ين شاء، لاتلتوي عليه،
ولا تنجذب، ولا تهرب منه، بل هي معه كالاسير الضعيف في يد مالكه
(1)
(2)
(3)
(4)
(6)
"ط ": " بزمانه ".
"إلى الله! ساقط من "ب".
"ب": "شأنه عجيب وفتحه غريب ".
"ب": "سيق للسعادة "، "ط": "سيقت له السعادة "، تحريف وتغيير. وانظر
نحوه في مد 1 رج السالكين (585/ 2).
"ب ": "السير". "ط ": "الثرى "، تحريف.
"بها" ساقط من "ب، ك، ط ". وفي "ب ": "مكبول "، تحريف. ويقصد المؤلف
ن هذا السائر قد نشب بنفسه وتورط بها، فيجذبها وتجذبه.
470

الصفحة 470