كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

(1).
يعيب صنعته ويدمه، أكان ذلك يهون على صاحب الطعام؟ قالت
- (2)
ئشه: "ماعاب رسول الله! ي! طعاما قط، إن اشتهى شيئا كله وإلا
تركه ".
والمقصود أن من شأن القوم ترك الاهتمام بالتدبير والاختيار، بل
همهم كله في إقامة حقه عليهم. و ما التدبير العام والخاص فقد سلموه
لولي الامر كله ومالكه الفغال لما يريد.
ولعلك تقول: ومن (3) الذي ينازع الله في تدبيره؟ فانظر إلى نفسك
-في عجزها وضعفها وجهلها - كيف هي عرضة"4) للمنازعة، لكن ()
منازعة جاهل عاجز ضعيف لو قدر لظهرت منه العجائب! فسبحان من
أذله بعجزه وضعفه وجهله، و راه العبر في نفسه لو كان ذا بصر! كيف هو
عاجز القدرة، جبان الارادة (6)، عبد مربوب مدين (7) مملوك، ليس له
من الامر شيء، وهو مع ذلك ينازع الله ربوبيته وحكمته وتدبيره،
لا يرضى بما رضي الله به، ولا يسكن عند مجاري أقداره. بل هو عبد
(1)
(2)
(3)
(4)
(6)
(7)
"ط":"صفته "،حم.
كذا في الأصل وغيره. والحديث معروف عن أبي هريرة رضي الله عنه كما ذكر
المؤلف في الوابل الصيب (339) 0 أخرجه البخاري في كتاب الأطعمة
(3563)، ومسلم في الأشربة (2064).
"ب، ك": "ومن ذا". "ط": "من ذا".
أي: تتعزض وتتصدى للمنازعة. وفي"ط": "عرضت" بالتاء المفتوحة،
حم.
"لكن" ساقط من"ط".
في "ف" وغيرها: "جبار الارادة "، ولعل قراءتنا هي المناسبة للسياق.
من دانه: أخضعه وساسه، وحاسبه. وفي "ب، ك، ط ": "مدبر"، تحريفه
474

الصفحة 474