كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فإذا جاء الامر جاءت الارادة والاختيار، والسعي والجد (1) واستفراغ
الفكر وبذل الجهد. فهو قوي حي فعال، يشاهد عبودية مولاه في أمره،
فهو متحرك فيها بطاهره وباطنه، قد أخرج مقدوره من القوة إلى الفعل.
وهو مع ذلك مستعين بربه، قائم بحوله وقو، ملاحط لضعفه وعجزه،
قد تحقق بمعنى < إئاك نغبد وإياك لنسمعب!) [الفاتحة/ 5]،
فهو ناظر بقلبه إلى مولاه الذي حركه، مستعين به في أن يوفقه لما يحبه
ويرضاه، عينه في كل لحظة شاخصة إلى حقه المتوجه عليه لرئه، ليؤديه
في وقته على أكمل أحواله.
فاذا وردت عليهم أقداره التي تصيبهم بغير اختيارهم قابلوها
بمقتضاها من العبودية، وهم فيها على مراتب ثلاثة:
أحدها (2): الرضا عنه فيها والمزيد من حبه والشوق إليه. وهذا
ينشأ (3) من مشاهدتهم للطفه فيها وبره وإحسانه العاجل والاجل، ومن
مشاهدتهم (4) حكمته فيها ونصبها سببا لمصالحهم، وسوقهم () بها إلى
حبه (6) ورضوانه. ولهم في ذلك (7) مشاهد أخر لا تسعها العبارة، وهي
فتح من الله على العبد لا يبلغه علمه ولا عمله.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
"ط ": " الجد والسعي ".
كذا قي الاصل وغيره. و 1 نظر ما سبق في ص (79) وفي "ط": "إحداها)].
"ط": "نشألا.
"للطفه فيها. . ." إلى هنا ساقط من "ب".
"ب، ك، ط": "شوقهم".
"ب": "فيها إلى جنته ".
"ط": "من ذلك".
476

الصفحة 476