كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

المرتبة الثانية: شكره عليها كشكره على النعم. وهذا فوق الرضا عنه
بها. ومنه ينتقل إلى هذه المرتبة، فهذه مرتبتان لاهل هذا الشأن.
والثالثة (1): للمقتصدين وهي مرتبة الصبر التي إذا نزل منها نزل إلى
نقصان الايمان وفواته، من التسخط والتشكي، واستبطاء الفرج،
واليأس من الروج، 701/ب] والجزع الذي لا يفيد إلا فوات الاجر
وتضاعنس المصيبة. فالصبر أول منازل الايمان ودرجاته، وأوسطها،
واخرها؛ فإن صاحب الرضا والشكر لا يعدم الصبر في مرتبته، بل الصبر
معه، وبه يتحقق الرضا والشكر، لا تصورط 2) ولا تحقق لهما دونه.
وهكذا كل مقام مع الذي فوقه، كالتوكل مع الرضا، وكالخوف
والرجاء مع الحب، فإن المقام الاول لا ينعدم بالترقي إلى الاخر - ولو
عدم لخلفه ضده، وذلك رجوع إلى نقص الطبيعة وصفات النفس
المذمومة - والما يندرج حكمه في المقام الذي هو (3) أعلى منه، فيصير
الحكم له، كما يندرج مقام التوكل في مقام المحبة والرضا. ولمس هذا
كمنازل سير الابدان الذي إذا قطع منها منزلا حلفه وراء ظهره، واستقبل
المتزل الاخر معرضا عن الاول تاركا له (4). بل هذا بمنزلة () التاجر
الذي كلما باع شيئا من ماله وربج فيه، ثم باع الثاني وربج، فقد ربج
بهما معا، وهكذا أبدا يكون ربحه في كل صفقة متضاعفا بانضمامه إلى
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
"ب": "المرتبة الثالثة ".
"ب ": "ولا يتصور".
"هو" ساقط من "ب، ك، ط ".
"ك، ط ": "بارتحاله "، تحريف.
"ك، ط ": "كمنزلة "، تحريف.
477

الصفحة 477