كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ما قبله، فالربح الاول اندرج في الثاني ولم يعدم.
فتامل هذا الموضع و عطه حقه يزل عنك ما يعرض من 1 لغلط في
علل المقامات، وتعلم (1) ان دعوى المدعي ألها من منازل العوام
ودعوى ألها معلولة غلط من وجهين:
أحدهما: أن أعلى المقامات مقرون بأدناها مصاحب له كما تقدم،
متضمن له تضفن الكل لجزئه، أو مستلزم له استلزام الملزوم للازمه
لا ينفك عنه أبدا، ولكن لاندراجه فيه وانطواء حكمه تحته يصير المشهد
والحكم للعالي.
الوجه الثاني: أن تلك المقامات والمنازل إلما تكون من (2) منازل
العوام وتعرض لها العلل بحسب متعلقاتها وغاياتها. فإن كان متعلقها
وغاياتها (3) بريئا من شوائب العلل - وهو أجل متعلق و عظمه - فلا علة
فيها بحال، وهي من منازل الخواص حينئذ، وان كان متعلقها حطا للعبد
أو مرا مشوبا بحظه فهي معلولة من جهة تعلقها بحظه. ولنذكر لذلك
أمثلة (4):
(1)
(2)
(3)
(4)
قر اءة"ف":"يعلم ".
"ب": "إنما هي من منازل ". "ك، ط": "إئما هي منازل "، وقد صحح في
حاشية "ك" بخط مختلف.
"ف": "غايتها"، خلاف الاصل.
نقل المصنف هذه الامثلة من كتاب محاسن المجالس لابي العباس أحمد بن
محمد بن موسى الصنهاجي الاندلسي المعروف بابن العريف، وقد وصفه
لذهبي بالامام الزاهد العارف، صاحب المقامات و لاشارات، ولد سانة
481 هـ، وتوفي بمراكش سنة 536 هـ. سير اعلام النبلاء (20/ 111). نقلها
المصنف من كتابه ثئم عقب عليها بالنقد وبيان الغلط فيهاه وقد اعتمد ابن=
478

الصفحة 478