كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وبالتوكل عليه عن التوكل على ما سواه؛ ليس أن تفنى بحظك منه عن
مراده منك. وهذا موضع يشتبه علما وحالا وذوقا إلا على من فتح الله
عليه بفرقان (1) بين هذا وهذا.
الوجه التالث: أن الاوادة إلما تكون ناقصة بحسب نقصان المراد،
فإذا كان مرادها أشرف المراد (2) فإرادته أشرف الارادات. ثئم إذا كانت
الوسيلة إليه أجل الوسائل، وأنفعها، و كملها، فإرادتها كذلك.
فلا تخرج إرادته عن إرادة أشرف الغايات، وارادة قرب الوسائل إليه
وأنفعها. فاي علة في هذه الارادة (3)؟ وأي شيء فوقها للخواص؟
الوجه الرابع: أن نقصان الشيء يكون من وجهين: أحدهما: أ ن
يوجب ضررا. والثاني: أن تكون له ثمرة نافعة لكن يشغل عما هو أكمل
منه. وكلاهما منتف عن الارادة، فكيف تكون ناقصة معلولة؟
فان قيل: لما كان الوقوف معها رجوعا إلى النفس وتفرقا ووقوفا مع
حظ المريد كانت ناقصة، قيل: هذا منشأ الغلط.
وجوابه بالوجه الخامس: وهو أن يقال: قوله "إن الإرادة تفرق ".
فان أردتم بالتفرق شهود المريد لارادته ومراده (4) ولعبوديته ولمعبوده
ولمحبته ومحبويه ()، فلم قلتم إن هذا التفرق نقص؟ وهل هذا الا عين
الكمال؟ وهل تتم العبودية إلا بهذا؟ فان من شهد عبوديته وغاب بها عن
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
في "ب": "أن يفرق " وفي حاشيتها: "خ بالفرقان ".
"ط ": "المر] دات ".
"ب ": "الارادات "، خطأ.
"ك، ط ": " لمرا ده ".
"ك، ط ": " لمحبوبه ".
483

الصفحة 483