كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

معبوده كان محجوبا (1)، ومن شهد المعبود وغاب به عن شهود عبوديته
وقيامه بما مره به كان ناقص (2) العبودية ضعيف الشهود، وهل الكمال
إلا شهود المعبود مع شهود عبادته؟ فالها [71/ب] عين حقه ومراده
ومحبوبه من عبده. فهل يكون شهود العبد لحق محبوبه ومراده منه و له
قائم به ممتثل له نقصا، وتكون غيبته عن ذلك وإعراضه عنه وفناوه عن
شهوده كمالا؟ وهل هذا إلا قلب للحقائق؟ فغاية صاحب هذا الحال
والمقام أن يكون معذورا بضيق قلبه عن شهود هذا وهذا، إما لضعف
المحل، أو لغلبة الوارد وعجزه عن احتمال شيء اخر معه. فأما أن يكون
هذا هو الكمال المطلوب والاخر نقص فكلا. و ين مقام من
" 3 عبوديته، ومنة الله عليه فيها، وتوفيقه لها، وجعله محلا والة
(4)
-وهو ناظر مع ذلك إلى معبوده بقلبه، شاهدا له، فانيا () عن
شهود غيره في عبوديته - من مقام من لا يتسع لهذا وهذا؟
وتأمل حال أكمل الخلق و فضلهم (6) وأشدهم حبا لله!، كيف كان
في عبادته جامعا بين الشهودين، حتى كان لايغيب عن أحوال
المأ! ومين، فصلا عن شهود عبادته، فكان (7) يراعي أحوالهم وهو في
ذلك المقام بين يدي ربه تعالى؛ فالكمل (8) من أمته على منهاجه وطريقته
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
"ط": " محبوبا"، تحريف شنيع.
في الاصل: "ناقصا"، سبق قلم.
"ف": "شهد"، و لقراءة المثبتة رجح.
"لها" ساقط من "ك، ط".
"ب ث!: "شاهد له فان ".
"ب": " أفصل الخلق واكملهم".
"ط ": "وكان ث!.
" ك ": " فالكامل ". " ط ": " فالكملة ".
484

الصفحة 484