كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

في ذلك ع! ير (1). فالواجب التمييز بين المراتب وإعطاء كل ذي حق حاله،
فقد جعل الله لكل شيء قدرا.
يمان أردتم بالتفرق شتات القلب في شعاب الحظوظ و ودية الهوى،
فهذه الارادة لا تستلزم شيئا من ذلك، بل هي جمعية (2) القلب على
المحبوب وعلى محابه ومراداته. ومثل هذا التفرق هو عين البقاء،
ومحض العبودية، ونفس الكمال. وماعداه فمحض حظ العبد، لاحق
محبوبه.
الوجه 1 لسادس: ان قوله: " الارادم! 3) رجوع إلى النفس، وإن إرادة
العبد عين حظه " كلام فيه إجمال وتفصيل. فيقال: ما تريدون بقولكم:
إن الارادة رجوع إلى النفس؟ أتريدون (4) ألها رجوع عن إرادة الرب
وإرادة محابه إلى إرادة النفس وحظوظها، أم تريدون ألها رجوع إلى إرادة
النفس لربها ولمرضاته؟ فان أردتم الاول علم أن هذه الارادة معلولة
ناقصة فاسدة، ولكن ليست هذه الارادة التي نتكلم فيها، وإن أردتم
المعنى الثاني فهو عين الكمال، والما النقصان خلافه.
] لوجه 1 لسابع: أن قولكم: " إن هذه الارادة عين حظ العبد"، قلنا:
نعم، وهي أكبر حظ له و جله و عظمه. وهل للعبد حظ أشرف من أ ن
يكون الله وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومراده؟ فهذا هو الحط الاوفر
والسعادة العظمى. ولكن لم قلتم إن اشتغال العبد بهذا الحط
(1)
(2)
(3)
في "ط" قام الصلاة والسلام على "في ذلك".
"ف": "جعبه". كذا كتب ناسخها لعدم تمكنه من قراءة الكلمة.
"ك، ط": "إن الارادة ".
"أتريدون " ساقط من "ب ".
485

الصفحة 485