كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والثاني (1): إرادات متفرقة لحقه ومحابه وما مر به، فهي (2) وإن تعددت
وتكثرت فمرجعها إلى مراد واحد بإرادة واحدة (3) كلية، وكل فعل منها
له إرادة جزئية تخصه (4).
الوجه العاشر: أن قول أبي يزيد: "أريد أن لا اريد" تناقض بين، فاله
قد راد عدم الارادة. فاذا قال: "أريد أن لا أريد" يقال له: فقد أردت!
و حسن من هذا أن يكون الجواب: " أريد ماتريد، لا مالا تريد" (). وإذا
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
" ب، ط ": " الثانية ".
في الاصل: "فهو"، سبق قلم، وكذا في "ف، ب". و لمثبت من "ك، ط".
" واحدة " ساقط من "ك، ط ".
"ك، ط ": " محضة "، تحريف.
"ب، ك": "لا ما لا ريد"، وهو خلف من القول. وفي "ط": "أريد ما يريد لا
ما ريد". وقد نقل المؤلف قول ابي يزيد في مدارج السالكين (106/ 2)
وعفب عليه بائه "في التحقيق عين المحال الممتنع عقلا وفطرة وحشا وشرعا.
فان الارادة من لوازم الحيئ". لكنه حمله من قبل في المدارج نفسه (549/ 1)
على محمل حسن. وفسره بصون الارادة وقبضها عما سوى الله سبحانه. وقد
جعل شيخ الاسلام ابن تيمية هذا القول "اريد أن لا اريد" ونحوه من الكلام
المجمل، فائما يمدح منه سقوط إرادته التي لم يؤمر بها. وان أريد بطلان
إرادته بالكلية فهو مخالف لضرورة الحسن والعقل. مجموع الفتاوى
(117/ 3). وقول الشيخ عبد لقادر "وعلامة فناء إرادتك بفعل الله أئك لا تريد
مرادا قط، فلا يكن لك غرض، ولا تقف لك حاجة ولا مرام لانك لا تريد مع
إرادة الله سواها. . . " فشره شيخ الاسلام بان لا تريد مرادا لم تؤمر بإرادته. ثم
قال: "وهذا الموضع يلتبس على كثير من المسالكين، فيظنون أن الطريقة الكاملة
أن لا يكون للعبد إرادة اصلا، و ن قول أبي يزيد: "اريد ان لا أريد" " لما قيل
له: ماذا تريد؟ - نقص وتناقض، لاذه قد أراد! ويحملون كلام المشايخ الذين
يمدحون بترك "الارادة على ترك الارادة مطلقا، وهذا غلط منهم على الشيوخ =
488

الصفحة 488