كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

كان لا بد من إرادة، ففرو بين الارادتين: ارادة سلب الارادة، وارادة
موافقة المحبوب في مراده. والله أعلم.
721/ا] الوجه الحادي عشر: أله فسر الارادة بتجريد القصد وجزم
النية، والجد في الطلب. وهذا هو عين كمال العبد (1)، وهو متضمن
" (2)
و والاخلاص والقيام بالعبودية. فأي نقص في تجريد القصد
-وهو تخليصه من كل شائبة نفسانية أو طبيعية، وتجريده لمراد
المحبوب وحده - والجد في طلبه وطلب مرضاته، وجزم النية، وهو أ ن
لا يعتريها وقفة ولا تاخر (3)؟ وهذا الامر هو غاية منازل الصديقين،
وصديقية العبد بحسب رسوخه في هذا المقام، وكلما ازداد قربه وعلا
مقامه قوي عزمه وتجرد صدقه. فالصادق لا نهاية لطلبه، ولا فتور
لقصده، بل قصده أتم، وطلبه أكمل، ونيته أجزم.
قال تعالى: < و عذ رئك حتئ يانيك اليقين! > [1 لحجر/ 99].
و" اليقين " هنا: الموت، باتفاق أهل (4) الاسلام، فجاءه! ير اليقين () إ ذ
جاءه، وارادته وقصده ونيته في الذروة العليا ونهاية كمالها وتمامها.
فأين العلة في هذه الارادة؟ ولكن العلة والنقص في الارادة التي يكون
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
المستقيمين. وان كان من الشيوخ من يامر بترك الإرادة مطلقا قإ؟ هذا غلط مفن
قاله، فان ذلك ليس بمقدور ولا مامور. . . " مجموع الفتاوى (0 1/ 494).
"ط": "كمال العين "، تحريف.
قراءة "ف ": "يتضمن الصدق ". وفي "ب ": "القصد"، تحريف.
"ب، ك، ط ": "تاخير".
سقط "أهل" من "ط ".
"اليقين " ساقط من"ط ".
489

الصفحة 489