كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فاضرع إلى الذي عصمك من السجود للصنم، وقضى لك بقدم
الصدق في القدم، أن يتم عليك نعمة هو ابتدأها، وكانت أوليتها منه
بلا سبب منك. واسم بهمتك عن ملاحظة الاغيار (1)، ولا تركن (2) إلى
الرسوم والاثار، ولا تقنع بالخسيس الدون. وعليك بالمطالب العالية
والمراتب السامية التي لا تنال إلا بطاعة الله، فان الله عزوجل قضى أ ن
لا ينال ما عنده إلا بطاعته. ومن كان لله كما يريد كان الده له فوق ما يريد،
فمن أقبل إليه تلقاه من بعيد، ومن تصرف بحوله وقوىله ألان له الحديد،
ومن ترك لأجله أعطاه فوق المزيد، ومن أراد مراده الديني أراد ما يريده
ثم اسم بسرك إلى المطلب الاعلى، واقصر حبك وتقربك على من
سبق فضله واحسانه إليك كل سبب منك، بل هو الذي جاد عليك
بالاسباب، وهيأها لك (3)، وصرف عنك موانعها، وأوصلك بها إلى
غايتك المحمودة. فتوكل عليه وحده، وعامله وحده، واثر مرضاته (4)
وحده، واجعل حبه ومرضاته هو كعبة قلبك التي لا تزال طائفا بها،
مستلما لاركانها، واقفا بملتزمها. فيا فوزك ويا سعادتك إن اطلع سبحانه
على ذلك من قلبك، ماذا يفيض عليك من ملابس نعمه وخلع أفضاله!
"اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجذ منك
الجذ" أ)، سبحانك وبحمدك.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
"ط": "الاختيار". وكذا كان في "ك"، فاصلحه بعض القراء.
"ك، ط ": (ولا تركنن ".
"ط ": "وهيأ لك ".
" ك، ط ": "رضاه ".
من حديث سياتي في ص (443).
49

الصفحة 49