كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

لوازم الزهد لم يكن فيها نقص ولا علة، فالها من لوازم الطبيعة و حكام
الجبلة، وهي كالجوع والعطش والالم والتعب. فحيس النفس عن إجابة
دواعيها إيثارا لله ومرضاته عليها (1) لا يكون نقصا ولا مستلزما لنقص.
[مسألة شريفة] (2)
وقد اختلف أرباب السلوك وأهل الطريق (3) هنا في هذه المسألة،
وهي ايهما افضل: من له داعية وشهوة، وهو يحبسها (4) لله، ولا يطيعها
حبا له وحياء منه وخوفا. أو من لا داعية له تنازعه، بل نفسه خالية من
تلك الدواعي والشهوة، قد اطمأئت إلى رئها واشتغلت به عن غيره،
وامتلأت بحبه وإرادته، فليس فيها موضع لارادة غيره ولا حبه؟
فرجحت طائفة الاول، وقالت: هذا يدل على قؤة تعلقه وشدة
محبته، فهو يعاصي دواعي الطبع والشهوة، ويقهرها سلطان () محبته
وإرادته وخوفه من الله. وهذا يدل على تمكنه من نفسه، وتمكن حاله مع
الله (6)، وغلبة داعي الحق عنده على داعي الطبع والنفس.
قالوا: وأيضا فله مزيد في حاله وإيمانه بهذا الايثار والترك مع حضور
داعي الفعل عنده، ومزيد مجاهدة عدوه الباطن ونفسه وهواه، كما يكون
له مزيد مجاهدة عدوه الظاهر.
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
"فحبس النفس. . ." إلى هنا ساقط من "ب".
هذا العنوان من حاشية "ب".
"و هل الطريق " ساقط من"ط"، ومستدرك في حاشية "ك" بخط مختلف.
في "ط": "يحبسهما. . .يطيعهما" بضمير التثنية.
"ط": "بسلطان".
"ب": "مع حاله "، خطا.
494

الصفحة 494