كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

قالوا: والذوق والوجد يشهد (1) بمزيده (2) من الحب والانس
والسرور والفرح بريه عند إيثاره علي دواعي الهوى والنفس، والمطمئن
الذي ليس فيه هذا الداعي (3) ليس له مزيد من هذه الجهة. وان كان
مزيده من جهة أخرى، فهي مشتركة بينهما، ويختص هذا بمزيده من
الايثار والمجاهدة.
قالوا: وأيضا فهذا مبتلى بهذه الدواعي والارادات، وذلك معافى
منها. وقد جرت سنة الله في المؤمنين من عباده أن يبتليهم على حسب
إيمانهم، فمن ازداد إيمانه زيد في بلائه، كما ئبت عن النبي! يد أئه قال:
" يبتلى المرء على حسب دينه، فان كان في دينه صلابة شدد عليه البلاء،
وان كان في دينه رفة خفف عنه البلاء" (4) والمراد بالدين هنا: الايمان
الذي يثبت عند نوازل البلاء، فان المؤمن يبتلى على قدر مايحمله إيمانه
من وارد البلاء.
قالوا: فالبلاء بمخالفة دواعي النفس والطبع من أشد البلاء، فإله
لا يصبر عليه إلا الصذيقون. وأما البلاء الذي يجري على العبد بغير
اختياره كالمرض والجوع والعطش ونحوها، فالصبر عليه لا يتوقف على
الايمان، بل يصبر عليه البر والفاجر، ولا سيما إذا علم أله لا معول له
(2)
(3)
(4)
"ب": "يشهدان"، وما في الاصل وغيره صواب في العربية.
"ك، ط ": "لمزيده ".
"ليس فيه هذا الداعي " ساقط من"ب".
أخرجه الطيالسي (215)، وأحمد (1481)،وابن حبان (2921)، و 1 لحاكم
(99/ 1) (121،120)، والترمذي (2398) وقال: "هذا حديث حسن
صحبح"، وابن ماجه (4023) من حديث سعد بن أبي وقاص، والحديث
صححه ابن حبان والحاكم. (ز).
495

الصفحة 495