كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

قالوا: و يضا فان حقيقة المحبة إيثار المحبوب ومرضاته على
ماسواه. قالوا: وكيف (1) يصح الايثار ممن لا تنازعه نفسه وطبعه إلى
غير المحبوب؟
قالوا: وليس العجب من قلب خالي عن الشهوات والارادات، قد
ماتت دواعي طبعه وشهوته، إذا عكف على محبوبه ومعبوده، واطمان
إليه، واجتمعت همته عليه (2). والما العجب من قلب قد ابتلي بما
ابتلي (3) به من الهوى والشهوة ودواعي الطبيعة، مع قوة سلطانها
وغلبتها، وضعفه، وكثرة الجيوش التي تغير على قلبه كل وقمب، إذا ائر
ربه ومرضاته على هواه وشهوته ودواعي طبعه. فهو هارب إلى ربه من
بين تلك الجيوش، وعاكف عليه في تلك الزعازع والأهوية التي تغشى
على الاسماع والأبصار والأفئدة، يتحمل منها لاجل محبوبه ما لا
تتحمله (4) الجبال الراسيات!
قالوا: و يضا فنهي النفس عن الهوى عبودية خاصة لها تاثير خاص،
وإلما يحصل إذا كان ثم ما ينهى عنه النفس.
قالوا: وأيضا فالهوى عدو الانسان، فاذا قهر عدوه وصارت تحت
قبضته وسلطانه كان أقوى و كمل ممن لا عدو له يقهره.
قالوا: ولهذا كان حال النبي! يم في قهره قرينه حتى انقاد و سلم له ()
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
"ب":"فكيف ".
"عليه" ساقط من"ك، ط".
"ب": "قد امتلأبما امتلأ"، تحريف.
"ب": "تحمله".
"ب": "انقاد له و سلم". ويشير المؤلف إلى ما أخرجه مسلم (2815،2814) =
498

الصفحة 498