كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نصب الكائنات على ربوبيته ووحدانيته حججا،
وحجب العقول والابصار أن تجد إلى تكييفه منهجا، وأوجب الفوز
بالنجاة لمن شهد له بالوحدانية شهادة لم يبغ لها عوجا، وجعل لمن لاذ
به واتقاه من كل ضائقة مخرجا، و عقب من ضيق الشدائد وضنك
الاوابد لمن توكل عليه فرجا، وجعل قلوب وليائه متنقلة في منازل
عبوديته من الصبر والتوكل والانابة والتفويض والمحبة والخوف
والرجا.
فسبحان من أفاض على حلقه النعمة، وكتب على نفسه الرحمة،
وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته تغلب غضبه. أسبغ على عباده نعمه
الفرادى والتؤام. وسخر لهم البر والبحر، والشمس والقمر، والليل
والنهار، والعيون والأنهار، والضياء والظلام. وأرسل إليهم رسله،
و نزل عليهم كتبه، يدعوهم إلى جواره في دار السلام. < نر يرد الله أن
يقدي! يسث! ج صذرا للآبتمنو ومن يرد أن يضئ! تحعل صذر! ضيقا
حرجا> [لانعام/ 125].
فسبحان من أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا (1). ورفع
لمن ائتم به، فأحل حلاله، وحرم حرامه، وعمل بمحكمه، وامن
بمتشابهه، في مراقي السعادة درجا. ووضع من (2) أعرض عنه، ولم
__________
(1) ضمن المؤلف هنا لاية الاولى من سورة الكهف، فظن بعضهم اله سها في نقل
الاية، فغير في "ن" وكتب: "والحمدلله الذي أنزل. . ".
(2) "طأ: 9 ووضع قهره على من"!

الصفحة 5