كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

درجته بعد التوبة أعلى فإلها لا تكون أنزل.
قالوا: و يضا فالا إذا قابلنا بين جناية المعصية والتقرب بالتوبة وجدنا
الأثر (1) الحاصل من التوبة أرجح من الاثر الحاصل من المعصية،
والكلام إلما هو في التوبة النصوح الكاملة؛ وجانب الفضل أرجح من
جانب العدل، ولهذا كان جانب (2) العدل آحادا باحاد، وجانب الفضل
آحادا بعشرات إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة، وهذا يدل على رجحان
جانب الفضل وغلبته. وكذلك مصدرهما من الغضب والرحمة، فان
رحمة الرلث تعالى تغلب غضبه.
قالوا: و يضا فالذنب بمنزلة المرض، والتوبة بمنزلة العافية. والعبد
إذا مرض ثم عوفي وتكاملت عافيته رجعت صحته إلى ما كانت، بل ربما
(3) ء
ترجع اقوى وأكمل مما كانت عليه، لاله ربما كان معه في حال العافية
آلام و سقام كامنة، فاذا اعتل ظهرت تلك الاسقام، ثم زالت بالعافية
جملة، فتعود قوله خيرا مما كانت و كمل. وفي مثل هذا قال الشاعر:
لعل عتبك محمود عواقبه وربما صحت الاجسام بالعلل (4)
وهذا الوجه هو أحد ما احتج به من قال: إنه يعود () خيرا مما كان
قبل التوبة.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
" الاثر " ساقط من " ط ".
"ك ": " إلى جانب العدل أحاد". "ط ": "في جانب العدل أحاد".
" ب، ك ": " رجع ". "ط ": " رجعت ".
للمتنبي وقد سبق في ص (367)، غير أن في "ب": "صحت الاجساد".
"ك، ط ": " يعود بالتوبة ".
508

الصفحة 508