كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

كالمفلس (1) حفا من علومه وأعماله و حواله وأذواقه. يقول: أستغفر الله
من علمي ومن عملي، أي من انتسابي إليهما وغيبتي (2) بهما عن فصل
من ذكرني بهما، وابتدأني بإعطائهما، من غير تقذم سبب مني يوجب
ذلك. فهو لا يشهد غير فصل مولاه وسبق منته ودوامها (3)، فيثيبه مولاه
على هذه الشهادة العالية (4) بحقيقة الفقر الاوسط بين الفقرين الادنى
والاعلى ثوابين:
أحدهما: الخلاص من روية الاعمال حيث كان يراها، ويمتدح بها،
ويستكثرها؛ فيستغرق بمطالعة الفضل غائبا عنها، ذاهبا عنها، [9/ب]
فانيا عن رويتها.
الثواب الثاني: أن يقطعه عن شهود الأحوال - أي عن شهود نفسه
فيها متكثرة بها - فان الحال محله الصدر، والصدر بيت القلب والنفس،
فإذا نزل العطاء في الصدر للقلب () وثبت (6) النفس لتاخذ نصيبها من
العطاء، فتتمدح به، وتدل به، وتزهو، وتستطيل، وتقرر انئتها، لالها
جاهلة ظالمة، وهذا مقتضى الجهل والظلم. فإذا وصل الى القلب نور
صفة المئة، وشهد معنى اسمه " المنان "، وتجلى سبحانه على قلب عبده
بهذا الاسم مع اسمه " الاول " ذهل القلب والنفس به، وصار العبد فقيرا
(1) "ك، ط":"كمفلس".
(2) الاصل غير منقوط، وقراءة "ف": "غنيتي"، و 1 لمثبت من غيرها.
(3) "ك، ط ": "دوامه ".
(4) "ف": "الغالبة لحقيقة "، تصحيف.
(5) "ف": "انقلب"، تحريف.
(6) "ط": "ثبتت"، تحريف.
51

الصفحة 51