كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
المالك له. الرابع: ذل العاجز عن جميع مصالحه وحاجاته بين يدي
القادر عليها، التي هي في يده وبأمره. وتحت هذا قسمان: أحدهما:
ذله (1) في أن يجلب له ما ينفعه. والثاني: ذله (2) في أن يدفع عنه ما يضره
على الدوام. ويدخل في هذا ذل المصائب كالفقر والمرض و نواع البلاء
والمحن. فهذه خمسة أنواع من الذل إذا وفاها العبد حقها، وشهدها
كما ينبغي، وعرف ما يراد به منه، وقام بين يدي ربه مستصحبا لها شاهدا
لذله من كل وجه ولعز (3) رئه وعطمته وجلاله، كانت قليل أعماله
- - (4) "
ئمه ممام الكثير من أعمال غيره.
قالوا: وهذه أسرار لا تدرك بمجرد الكلام، فمن لا نصيب له منها
فلا يضره أن يخلي المطي وحاديها، ويعطي القوس باريها.
فللكثافة أقوام لها خلقوا وللمحبة أكباد و جفان
قالوا: و يضا فقد ئبت عن النبي لمجي! أله قال: "لله أشد فرحا بتوبة
عبده من أحدكم أضل راحلته " ().
[75/ا] قالوا: وهذا أعطم ما يكون من الفرح و كمله، فان صاحب
هذه الراحلة كان عليها مادة حياته من الطعام والشراب، وهي مركبه الذي
يقطع به مسافة سفره، فلو عدمه لانقطع في طريقه، فكيف إذا عدم مع
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
"ط": "ذذ له".
"ط": "ذل له".
"ب، ك، ط": "لعزة".
"ط": "كان. . قائما".
أخرجه البخاري في الدعوات (6309)،
انس رضي الله عنه وغيره.
512
ومسلم في التوبة (2747) من حديث