كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

الصفات، إذ لا تحفق لها بدونها. وكذلك الارادة مثلا تستلزم العلم
لذاتها، فلا يجوز نفي لازمها عنها. وكذلك السمع والبصر والعلم
يستلزم الحياة فلا يجوز نفي لوازمها (1). وكذلك كون المرئي مرديا
حقيقة له لوازم لا ينفك عنها، ولا سبيل إلى نفي تلك اللوازم إلا بنفي
الرؤية. وكذلك الفعل الاختياري له لوازم لا بد فيه منها، فمن نفى
لوازمه لزمه (2) نفي الفعل (3) ولا بد.
ومن هنا كان أهل الكلام أكثر الئاس تناقضا واضطرابا، فاذهم ينفون
الشيء ويثبتون ملزومه، وجمتبتون الشيء وينفون لازمه. فتتناقض أقوالهم
وأدلتهم، ويقع السالك حلفهم في الحيرة والشك. ولهذا يكون نهاية أمر
أكثرهم الشك والحيرة، حاشا من هو في خفارة بلادته منهم، أو من قد
خرق تلك الخيالات، وقطع تلك الشبهات، وحكم الفطرة والشرعة
والعقل المويد بنور الوحي عليها، فنقدها نقد الصيارف، فنفى زغلها،
وعلم أن الصحيح منها إما أن يكون قد تولت (4) النصوص بيانه، واما أ ن
يكون فيها غنية عنه بما هو خير منه وأقرب طريقا وأسهل تناولا.
ولا يستفيد () المومن البصير بما جاء به الرسول جم! يو، العارف (6)
به؛ من المتكلمين سوى مناقضة بعضهم بعضا ومعارضته، وابداء
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
"عنها وكذلك السمع. . ." الى هنا ساقط من"ب".
"لزمه " ساقط من "ب، ك، ط ".
"ط": "الفعل الاختياري ".
"ف ": "نزلت "، تحريف.
"ف": "تناولا يستفيد"، فاسقط "ولا" قبل الفعل.
"ف ": "للعارف "، خطا.
517

الصفحة 517