كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

إلى مولاه بمطالعة سبق فضله الاول، فصار مقطوعا عن شهود أمر
أوحال ينسبه إلى نفسه، بحيث يكون بشهادته لحاله مفصوما مقطوعا عن
رؤية عزة مولاه وفاطره وملاحظة صفاته. فصاحب شهود الاحوال
منقطع عن روية منة خالقه وفضله، ومشاهدة سبق الاولية للأسباب
كلها؛ وغائب بمشاهدة عزة نفسه عن عزة مولاه. فينعكس هذا الامر في
حق هذا العبد الفقير، وتشغله رؤية عزة مولاه ومنته ومشاهدة سبقه
بالاولية عن حال يعتز بها العبد أو يشرف بها.
وكذلك الرجوع إلى السبق بمطالعة الفضل يمحص من أدناس
مطالعات المقامات، ف"المقام" ما كان راسخا فيه، "والحال" ما كان
عارضا لا يدوم. فمطالعات المقامات (1)، وتشرفه (2) بها، وكونه يرى
نفسه صاحب مقام قد حققه وكمله، فاستحق أن ينسب إليه، ويوصف
به، مثل أن يقال: زاهد صابر خائف راج محب راض = فكونه يرى نفسه
مستحالا بأن تضاف المقامات إليه وبأن يوصف بها -على وجه
الاستحقاق لها - خروج عن الفقر إلى الغنى، وتعد لطور العبودية،
وجهل بحق الربوبية.
فالرجوع إلى السبق بمطالعة الفضل يستغرق همة العبد، ويمحصه،
و! (3) 5
ويطهره من مثل هذه الادناس، ديصير مصمى بنور الله عن رذائل هذه
الارجاس.
(1)
(2)
(3)
"ك، ط": "المقامة"، ثئم اصلحها بعضهم في "ك".
"ط": "تشوفه".
"ف": " سغر. . . تمحصه وتطهره " تصحيف.
52

الصفحة 52