كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
ومعانيه، فان كان لفظها موافقا لما جاء به الرسول، يتضمن إثبات ما
أثبته أو نفي (1) ما نفاه، فلا يكون المعنى إلا حفا، فيقبلون ذلك الالزام،
وإن كان مخالفا لما جاء به الرسول، متضمنا لنفى ما أثبته أوإثبات ما
نفاه، كان باطلا لفظا ومعنى، فيقابلونه بالرد.
وان كان لفظا مجملا محتملا لحق وباطل لم يقبلوه مطلقا، ولم
- (2)
يردوه مطلما،. حتى يستفسروا قائله ماذا أراد به. فان أراد معنى
صحيحا مطابقا لما جاء به الرسول قبلوه ولم يطلقوا اللفظ المحتمل (3)
إطلاقا. وإن أراد معنى باطلا ردوه ولم يطلقوا نفي اللفط المحتمل
أيضاه
فهذه قاعدتهم التي بها يعتصمون وعليها يعولون. وبسط هذه
الكلمات يستدعي أسفارا لا سفرا واحدا، ومن لا ضياء له لا ينتفع بها
ولا بغيرها. فلنقتصر عليها، ولنعد إلى 1 لمقصود، فنقول وبالله التوفيق:
فرح الرلب تعالى هذا الفرح العظيم بتوبة عبده إذا تاب إليه هو من
ملزومات محبته ولوازمها، أعني كونه محبا لعبادته المؤمنين، محبوبا
لهم. والما خلق خلقه لعبادته المتضمنة لكمال محبته والخضوع له،
ولهذا خلق الجنة والنار، ولهذا أرسل الرسل وأنزل الكتب. وهذا هو
الحق الذي خلق به السماوات والارض، و نزل به الكتاب.
قال تعالى: <وما خلقنا افمفوات و لازض وما بئنهما إلا بالحق)
(1)
(2)
(3)
"ك، ط":"ونفي ".
"ولم يردوه مطلقا" ساقط من"ب".
"ب": "المجمل".
521